قضية العدالة الالهية بين المتكلمين
ilmu kalam
قضية العدالة الالهية بين المتكلمين
المقالة
لاستيفاء بعض الواجبات لمادة علم الكلام
تحت الاشراف السيد : Ust.Amal Fathullah Zarkasyi M.A
قدمها الطلاب :
Arief Amir
كلية اصول الدين
قسم المقا رنة الأديان
جامعة دارالسلام
حراما ديماعن سيمان فونوركوا
1433/2012
قضية العدالة الإلهية بين المتكلمين
المقدمة
العدل اسم من اسماءالحسني وهو مصدر عدل يعدل عدلافهو عادل .واقيم المصدر مقام
الإسم فهو دوالعدل ومعني العدل هوالمعتدل لايظلم ولا يجوزفهو المنزه و الجوزفي
احكامه وافعاله.الدي يعطي كل ذي حق حقه.يضع كل شيء موضعه ولايصدر منه العدل
,الذي له ان يفعل مايريد وحكمة ماض في العبيد.
ويقول القران في سورة الانعام"وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لامبدل
لكلماته"ويقول الله "تبارك وتعالي امرا بالعدل"واذا حكمتم بين
الناس ان تحكموا".
وحظ العبد من اسم العدل هو ان يحترز
عن طرفي الافراط والتفريط فغني افعال الشهوة يحترز عن الفجورالذي هوالافراط ,وعن
الجمود الذي هو التفريط ويبقي
علي
الوسط وهو العفة وفي افعال الغضب يحترز عن الشجاعة.1
البحث :
العدالة لغة هي القصد في الأمور وهو خلاف الجور وما قام في النفوس انه مستقيم
.اصطلاحا هي عرفها ابو حمد بن حزم بقوله العدالة انما هي التزام العدل ,والعدل هي
القيام باالفرائض واجتناب المحارم والضبط لما روي واحبر به فقط.2
ان قضية العدل الالهي قضية مثيرة للجدل بين المتكلمين قديما وحديثا ,وهذه القضية
تتعلق بافعال الله وافعال الانسان او بالضبط بجبرية الله وحرية الانسان.ولقد سبق
اهل السنة والجماعة من المعتزلة
في تحديد معني العدل الالهي. وعند ما
ارجع القدريون كل عمل الي
الانسان حتى يفسر ظهور القبيخ عن
الانسان فقط , فطبيعة العادلة ذاة الشكل الواحد,فالعادل لايجيز الانسان علي فعل ثم
يحا سب علي فعله,
وهذا ظلم ,والله عادل
بحت.ويحتلف بهذا اهل السنة والجماعة حيث لايعتبرون الله ظالما لأنه هو الفاعل علي
الحقيقة في نهاية الامر هو المالك علي الحقيقة" ان الله عدل في افعاله بمعني
انه متصرف في الملك علي المقتضي المشيئة والعلم ,والعلم ضده فلا يتصو ر منه جور في
الحكم وظلم في التصرف . اما المعتزلة فيرون ان العدل"هو ما يقتضيه العقل من
الحكمة وهو اصدارالفعل علي وجه الصواب والمصلحة ", ويحد دالقاضي عبدد الجبار
:"انه تعالي عدل , والمراد به ان افعال كلها حسنة ,وانه لايفعل القبيح ولا
يخلو بما هو واجب عليه .
الفرق بين كل منهما واضح,فبينما يرى اهل السنة والجماعة ان الله وحده الفاعل علي
الحقيقة,وان كل ما يصدر في الكون من فعل
________________________
1). الدكتور احمد الشر بادضى
،لدولةالأسماءالحسنى الجزءالأول ص :162
2)انظرمنهج الاسلامى : فى الجرحى
والتعديل
وانما هو منه, وهو في هذا يتصرف
في ملكه علي مقتضى مشيئته وعلمه,وان المشيئة قديمة والعلم قديم ,وكل شئ فقد شاءه
وعلمه وقضاءه واراد ته ,فلا ظلم هنا فلا ولا جور.ويري اهل العدل (المعتزلة) مايصدر
عن الله فعل واحد ,وهو صواب ومصلحة وخير فقط"ان الله لايحب الفساد ولا يخلق
افعال العباد".ثم بين العتزلة فكرتهم وهي اقتضاء العدل الالهي للأشياء علي
سبيل الحكمة والحكمة ان يخلو ملك الله من الشرور والأفات كحدوث البلا يا والا مراض
المعيدية لايعتبر الله ظالم ,انما هذه البلايا عبارة عن الحكمة وامتحان النا س
ولكن هذه الشرور والأفات موجودة والفساد موجود , ادن كيف نفسر حدو سها مادام الله
نفسه لم يو جيدها؟
يذهب المعتزلة الي ان الله لم يوجدها "ان لله قادر خا لق لأفعاله خيرها
وشرها,مستحق علي ما يفعله ثوابااو عقابا في الدارالأخرة",والله منزه عن ان
يضاف اليه شر وظلم ,وفعل هو كفر ومعصية,لأنه اذا خلق الظلم لكان ظالما ,كما لو خلق
العدل كان عادلا.ان الحكيم لايفعله الا الصلاح والخير,ويجب من حيث حكمة رعاية
مصالح العباد.فالله اوجد فقط القدرة في الانسان وهي الطاقة التي تنتج الارادة
الانسانية او يسمي بالاستطاعة ,الاستطاعة قدرة لهما علي الفعل سابقة عليه. اذا
فالاستطاعة او القدرة الانسانية هي التي تعمل .وهي قدرة عامة ,اما القدرةالالهية
فهي قدرة خا صة لاتؤ ثر في القبخ والشرور, لأن صدور هذه عنه,اما سفه-انكان عالما
بها,واما جهل –ان لم يكن عالما بها, وكلا الاثنين علي الله محال ان عمل الانسان في
نفسه هو حركة او سيكون,او عصيان, وكل هذه الاعتبارة وكل هذه الاعتباراة تعرض الفعل
الانساني والله منزم عن هذه الاعتباراة .
ويرى الماتوردي ان معنى العدل في الله وضع الشئ موضعه,وهذا يعني الاصا بة في
الامور وهذا معني الحكمة ,والماتوردى يوجد بين معني العدل ومعني الحكمة وهما ليسا
واجبان علي الله, اذ في الحكمة كما يقول طريقان ,احدما العدل والثاني الفضل وليس
لما يقدر علي الله من الأفضل نهاية ,فيتكلم في الشئ بافضل ما يبلغوا قوته من الفعل
,مع ما ليس عليه الافضل وغير جائز خروجه مثله عندالحكمة لما ذ كرة وكذالك معني العدل
انه وضعت كل شئ في موضعه لكن له درجات يوصف الفعل بعضها احسانا وافضالا وفعل بعضها
عدلا وحكمة اذهما اثنان عامان لكل مال الفعل قعله,ولأول خاص من حيث كان له كان
تركه فسيفعله منعما محسنا .
ويري الما تردى ان العدل ليس هوضد الظلم .وقط استدل علي ذلك بقوله تعالي
:"وهم بربهم يعدلون",فليس هو ضد الجور ولكن التسو ية بين ربهم وبين
الاصنام غي العبادة,ولكن ليس معني هذالاان الماتردى يرفض تعريف الظلم بانه وضع
الشئ في موضعه وهو التعريف المنافي للعدل ,ولقد اكد ذلك التعريف للظلم وذكره مع
تعريفات اخري الظام فقال :"ان كل فعل يستوجب به الفعل عقوبته فهو ظالم وقيل
اذكل فعل فهو لايؤذن له فهو ظالم,قيل ان الظلم هو وضع الشئ لغير موضعه"ويذكر
تعريفا اخر للظلم وهو فعل ما ليس له واختياره غير الذى لاهو الذى يزجره العقل
وااشرع ومعني اخر في شرخه لقوله تعالي(وما ظلمنهم) اي لم نظلمهم لأنهم بنيانهم ملك
الله تعالي وكل ذى ملك له ان يهلك ملكه ولايو صف بالظام من اتلف ملكه وهم قدظلموا
انفسهم اذ انفسهم ليست لهم في الحقيقة وكذالك بنيانه,ومن اتلف ملك غيره فهو ظالم.
واساس الخلاف حول هذه المعانى للحكمة والعدل بين المعتزلة والماتردى ان المعتزلة
تنفى القبيح عن فعل الله وان افعاله كله حسنة وان يفعل ما هو واجب عليه,واما
الماتردى فانه ينسب كل الأفعال الحسن والقبيح الي الله وانه لايوجب عليه شئ .لكن
الماتردى ليس هناك فعل حسن مطلق في الجملة لكن شيئا واحدا قديكون حكمة في حال,سفها
في حال،جورا في حال ,عدل في حال واذا ثبت حسن الحكمة في الجملة والعدل وقبح السفه
والجور ولزم وصف الله تعالي في كل فعل خلقه في اقل ما يو صف انه جواد كريم غني
حليم وبطل ان يلحقه وصف الجور واسفه,ولما كان سببها الجهل والحا جة ,كذالك فإن خلق
الشر والإنتفاع به من وجوه ,كالموعظة او التذكير باالنعمة اوالدلالة,او التعريف
بمن له الخلق اوالأمر ,فثبت بذلك بطلان قول الثنوية بالإثنين لجهلهم بوجوه الحكمة
,وقول المعتزلة بأن كل فعل لاينفع غيره فهو غير حكمة .فالماتردى يرى عدم خلوالفعل
من الحكمة وانه يجوز خلق مالا ينتفع به وانه لايوصف لذلك بالظلم لخلقه مالا ينتفع
به , لأن حكمة خلق الشر تخفي عن العقل .
ويرالماتردى أنه لايجوز ان يو صف الله بالظلم,فوجود الالام وما يحل بالأطفال من
الام ليس ظلما لهم,لكن يعلم ان الصحة والعافية افضل من الله تعالي لهم لالحق
عليه,إذ له ان يلحق كيف شاء صحيحا وسقيما ,ويري ان الظلم في الشاهد يقع اما الجهل
بالعدل والحق , واما الحا جة تسمه, والله تعالي غني بذاته عالم لم يزل عن ان تسمه
حاجة او يحفي عليه شئ .وكذالك الأصل الذي يجعل الفعل سفها هو التعدى فيما لايملك
او مخالفه الأمر والنهي والله يتعالي في فعله عن ذلك.
ويمضي اماتردي في وصف الفعل الذي يتصف
بالظلم ,ونفي ذلك الوصف عن الله ,فيقول ان الذي به يعرف فساد الوصف بالظلم والسفه
والكذب امران:الأول قبخ هذالوصف بالبديهة العقلية والفكر وليس ذلك كالقبيح بالطبع
,لأنه قد يصير اعتيادا او تعليما , ومحال اضا فة ذلك الي الله ,والا فلا يوثق
بوعده ولا بخيره ووعيده, ومحال خروج فعل في الكون علي غير وعلمه,ويعارض في ذلك قول
المعتزلة بوجود افعال في الكون تخرج علي غير ارادةالله , كمعصية العاصي والقتل
,وفي هذا انتقاص من الربوبية.والأمر الثاني :الذي يدعوا الي تلك الأفعال الخالية
من الحكمة ,الحاجة والجهل والله يتعالي عن الأمرين لذا لايوصف فعله بالظلم او
السفه والكذب .
واذا كان الخلق كله من الله والكل ملكه وعبيده ,واذا كان معني الظلم هو التعدي الي
ملك الغير والتصرف فيه,اذن الله ان يتصرف في ملكه كيف شاء ومتي شاء ,لا يجب عليه
شئ ,فاالثواب منه فضل
والعقاب عدل,وهذايعني نفي العوض
الذي قالت به المعتزلة .3
يعرف المعتزلة العدل بأنه ما يقتضيه العقل من الحكمة او صدور الفعل علي وجه الصواب
والمصلحة.4 وهذا يعني ان تكون جميع الأفعال الصادرة عن الله والمتعلقة
بالانسان المكلف بمقتضى الحكمة وعلي وجه المصلحة ,ولكن العدل باالمفهوم العتزلي
لايكفي التعريف لبيان انه يتضمن معظم مذهبهم الكلامي وينطوى علي عدة
النظريات.
ـ نفي صدور القبح عن الله
سبقت الاشارة الي النظريات المتكلمين نشأت للرد علي تلديانات الأخري .واذا كان
تنزيه المعتزلة لله في اصل التوحيد ردا علي الهود والنصاري . فان تصور المعتزلة
للفعل الالهي في اصل العدل .انما جاء في معظمه للرد علي الثنوية ,أولٌّئك الذين
نسبوا جاودرامن شرّ فى العالم إلي اله أخرغير اله الخيراوالنور،لأنه لايصح ان
يصدرالشرّ عن اله خير حكيم ،كيف يمكن تفسير الشرّفى العلم دون مساس بوحدانية الله
من جهة وحكمة وعدله من جهة أخرى؟ انه هوالمرضالمسقم لمن امرضه،وان احدا لمرض نفسه
ولم يسمها وهو المصيب للنبات والزّرع من قحط وجذب. ثمّ يردّ الحياط المعتزلى فى
تفسير ذلك. واكن
______________________
3) امل فتح الله زركشى ، علم اكلام
،ص340-335
4) الشّهر الستانى، الملل والنحل ،ج
1ص 52
ذلك لايعد من قبله او فسادا، وإنما
القبيح ما كان ضرارا او خالصاً اوعبثا محضاوذلك كله من الله محال
يفرق المعتزلة بين الحسن والقبيح من جهة والنفع واضّررمن جهة أخرى ،فليس كلّ ما
هونافع حسناًولاكلّ ضررقبيحاَ، فقد بحسن ما هو ضار او مؤلم كما قل يقبح ما هو نافع
او لاذ.انه ليس ما ينفر منه الطبع او تركه النفس بعد قبيحا كما هوالحال فى الحجامة
واقصد بل وجب ان يطلب الأنسان الألم ان كان االنفع اللاّزم منه أكبر من ضرره.كما
يجب على ا لوالد الشقيق ان بحسن تأديب ابنه بقطعه غما بتننتهى وحرما نه عمايهواه،
كذلك لاتقبح الاّ لم واكوارث متى كانت امنجانا للانسان يستحيق الثّواب عندما با
الصبر كما يستحقه با الشّكر ولوكان الانسان فى النعيم ولدة دائمين لبغى فى الأرض
ونجبر واذا أنعمنا على الانسان اعرض ونأى بجانبيه ( الأسراء،الأية :27) "ولد
بسطا الله الرزق لعباده بعواه فى الارض ولكن ينزل بقدرما يشاء انه بعباده خبير
بصير (الشورى الأية:27) فدلّ على انه سبحانه بنزل من الرزّق بقدر يعدلون عن البغي
عنده ، ودلّ بقوله انه بعباده خبير بصير على انه عا لم بقدر الرزق الذى عنده
يصلحون وذلك من محكم تدبيره.
واذا كانت الدنيا دار تكليف يمتحن فيها الانسان بالنعم والنّقم معا،فهل ترك الله
الانسان دون هداية منه وا رشاد ؟ لا ،فا الله لم يدع الانسان المكلّف دون هداية
منه فى غير الحجاء اى دون يكر هه علي الهداية اوالايمان وتلك نظريتهم في اللطفى .
ـ اللطف الالهى
المقصود با اللطف كلّ ما يوصل الانسان
الى الطّاعة ويبعده المعصية ولما كا ن الله عا دلا فى حكمه ممرؤفا بخلقه نا ظراً
لعباده، لايرض لعبا دة الكفر ، ولا يريد ظلما للعالمين فهو لم يدخّر عنهم شيئا مما
يعلم اذا فعله بهم اتو الطاعة والصلاح . ولكن قد يعترض على ذلك بان الله قد خلق فى
الانسان الشّهوة وهى االباعثة على كلّ االشّرور واالمعاصى، فكيف بنفق ذلك مع عدله
؟ انه اذا زالة الشّهوة زالت التكليف اذا لم يحصل ما يقوم مقا مها ، وقدكان
الاعتراض يصحّ لو كانت الشّهوة ملجأة الانسان الى الرد يلة ،اما وان وجودها لازم
قويّة الشّهوة وقوّى معما الامتناع فنحن نجل عفة الشّب عن الشّيخ. ذلك ان القوّة
الامتناع مع الشّدة الاغراء ب ارتفاع الدّرجات وعلوّ الهمّة .
هذه النظرية المعتزلة في وجوب فعل الصّلاح والاصلح على الله ويصرف النظر عن اعتراض
المعترضين على فكرة وجوب شيئ على الله فانها تكمّل نظرية اللطف الالهى لتكونا معا
او ج ما وصل اليه الفكرالاسلامى فى العنايت الالهية .
ـ حريّة الاداة الانسان
بقول القاضي عبد الجبّار المعتزلي :اتفق اهل العدل علي ان افعال العباد من تصرهم
وقيامهم وقعودهم حا دثة عن جبهتهم وان الله عز وجل اقدرهم علي ذلك ولافاعل لها
ولامحد ث سواهم ،وان من قال بان الله سبحانه خالقها ومحدثها فقد عظم خطؤه.وحرية
ادارة الانسان متفرعة عن تصورهم للعدل الالهي.اذكيف يكلف الانسان ويسأل ويحاسب ان
كان مجبرا؟ان ذالك يتنافي مع عدله ،كذلك تسمك المعتزلة بحر ية ادارة الانسان حتى
لاينسب الشر الحلقي الناتج مع علاقة الانسان كالظلم الي الله.
وقد استدل المعتزلة علي تقرير حرية ادارة الانسان بأدلة عقلية واخر
سمعية.اماالأدلة العقلية :فإنها تقوم علي ما يلزم من انكار هذه الحرية من تعارض مع
العدل الالهي،ان لوكان الظلم والفساد من قضاء الله لاتصف الله بذلك .ولايصدر الشر
او القبح الا عن سفه او جهل وذك جائز علي الله.اماالأدلة السمعية فقد استند الي
ايات كثيرة "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "(الكهف29) "اعملوا ما
شئتم"(فصلت40) هذه امثلة لايات تقرر حرية الادارة صراحة.
وقد جعل المعتزلة حرية الادارة شاملة لكثير من مظاهر حياة الانسان .فإذاكان الزّزق
من خلق الله فالله لا يرزق الحرام ولا يملك احرام، فاذا اعتصب امرؤ مال يتيم فقد
اكل مارزق الله غيره ولم يرزق اباه ، فا الله يرزق الحلا ل اما الحرام فيكسب
االعاصى بنفسه . ويمتضى العدل الالهى غيب الله عن الانسان معرفة أجله ، حتىّ
لايكون فى العلم اغراء بالقبح والمعاصي انه ان علم ان فى العمر بقيّة للدعاء الى
ارتكاب الاثام وأكل تحضها االحرام على امل ان يتوب قبل ان يموت.
ـ الحسن والقبخ العقليان
اذاكان العدل الالهى يقتدى ان نهدف افعال الله كلها الى ما هو حسن، فان الحكم على
الفعل انه حسن او قبح انما الى وجوه عائدة الى الفعل ،وليس لمجرّدامرالله به او
نهيّة عنه، فالله امربالصّق لأنه حسن ونهى عن اكذب لأنّه قبيح فاالافعال انما توصف
بالحسن او القبح لصفات تحضها فالظلم قبيح لأنه ينطوى على ضررلانفع فيه او لانه
ليوقع باالغير ضراراً لا يستحقه، وقد بحسن الكلام لأن فيه نفعا او دفع ضرراَ
اواذاكان صدقاَاو امراَ بمعروف او نهيا عن منكراَ او كونه مصلحة ،تكليف ما يطلق
فاذا ا مرالله با الصدق فهذا يدل على ان ما امر به صلاح كما انه اذا نهى عن الكذب
فان نهيه يدلّ علي ان ما نهي عنه فساد فالامر والنهى دلالتان على حال الفعلين لا
انهما يوجبان حسن احدهما وقبح الاخر ويرتبط الحسن والقبح العقليان بمفهوم العدل
الالهى ذلك ان الله عا لم يقبح القبيح وعالم بكونه امتنع ان يكون فا علا
للقبح ، فقضيّة المعتزلة مثنيّة على ثلاث مقدّمات:
1) انها تقبح لوجوه عائدة اليخا
2) انهتعالى منزّه عن جميع الحاجات
3) انه تعالى عالم بجميع المعلومات
فاذا ثبت هذه المقدمات الثّلاثة فانه
يستحيل ان يفعل القبيح. فاالعدل الالهى با المفهوم المعتزلى يستند الى ان الحكم
على الفعل الحسن او القبيح انما يرجع لصفات ذائية فيه وترتبط نظريتهم فى الحسن
والقبح بنظريتهم اللأخلاقيّة على ان ذالك لايعنى ان يكون باعث على الاقدام على
الافعا ل الحسنة حسنهافحسب، وانكان يجب غلى الانسا ن الاقلاع عن كلّ ما قبيح لقبحه
الاّ انه لايسنعنى عن الحاجة ولا يقدر عن الاستغناء عن كلّ وجوه النفع. على انّ
ذلك لايعنى ان تكون افعال الانسان فى حدود حا جاته مادام قادراً غلى ان يفعل الحسن
لحسنه5.
فعلى الامام الاعظم ان يقيم العدل فى جميع رعيته قريبهم وبعيدهم غنيّهم وفقرهم، و
ان يكونوا في هذا سواء، وعاليه ان يستنيب
لكلّ عمل الكفء الامين ويو صيهم على
اقامة العدل.والعدل ايضاً واجب لجميع المعاملات بين النّاس وهو ان تؤدّى ما
عليك كا ملاًكما
تطلب حقك كا ملا6
ـ الداسة النقدية
ان
المعتزلة والماتردى يرون بأن الله عادل،يرون المعتزلة ان العدل ، ما يقتضيه العقل
من الحكمة وهو اصدار الفعل علي وجه الصواب والمصلحة،ويحدد القضي عبد الجبار:انه
تعالي عدل ،والمراد به ان افعاله كلها حسنة،وانه لايفعل القبح ولا يخلوا بما هو
واجب عليه ويري الما تردي ان معني العدل في الله وضع الشئ موضعه ،يعني
________________________
5) دكتور ا احمد محمود صبحى ، فى علم
الكلام المعتزلة 1 ص:153
الاصا بة في الأمور،فإنه ينسب
كل الأفعال الحسن والقبح الي الله،فإنه
لايجب شئ ،وعدنما ارجح القدريون
كل عمل الي الانسان يفسر ظهور القبيح عن الانسان فقط،فطبيعة الله العادلة دات
الشكل الواحد،فالعادل لايجيز الانسان علي فعل ثم يحاسب علي فعله.
ـ الاستنتاج
نرجع
الي تعريف القران،قد امر الله بالعدل فى مواضع كثيرة من كتابه،وامر بالعدل بين
الناس في المقالات والمذاهب والدعاء والأموال والأعراض وسائر الحقوق ونهى غن الظلم
في كل شئ ،ان العدالة انما هى التزام العدل والعدل هى القيام بالفرائض او هى سلوك
حاتى ينبثق عن قناعة معينة يلازمها الانسان ويصق بها فيسمى العدل.
______________________
6) عبد الرّحمان بن ناصر
السّعدى، الرّياض النلضرة والمدائق السّيرة ص:320
المصا در البحث
ـ احمد
الشرباضى،دولة الأسماء الحسنى،بيروت:دارالجيل
ـ
السعدي ،عبد الرحمن بن ناصر ،الرياض النا ضرة والدائق النبرة الزاهرة،الرياض
المملكة العربيةالسعودىة 1405ها
ـ
زركشى،امل فتح الله، علم الكلام،فونوركو،دار السلام.
ـ
صبحي،احمد محمود،في علم الكلام المعتزلة 1، كلية الأداب جا معة الاسكندرية
الطبيعة الرابعة 1982م
ـ
منهج الاسلامى:في الجرح والتعديل

Posting Komentar untuk "قضية العدالة الالهية بين المتكلمين"